احيانا بشوف كل الدنيا كذبة بس مرات تانية بحس ان الدنيا مفيهاش ولا كذبة انا بتمنى وبدعي ربنا دايما ان الدنيا تكون زي ما انا عايزة يعني ان كل الناس تحبني وتحترمني وان محدش يزعلني وبرضو انا مزعلش حد و كمان عايزة اكون البنت اللي كل البنات تحب تكون زيي باخلاقي الكويسة واعمالي الحسنة وكمان بدعي ربنا الاقي بيت يكون فيه دفئ وحنان وحب من انسانين واللي هم بابا وماما ومكرهتش لو ان ليا اخوة 'عارفة انو ده مش مستحيل بس بالنسبة لبنت زيي بيبقى صعب استحالة عشان حياتي وطفولتي مكنتشي زي اي حياة عادية و اكيد عايزين تعرفو ليه طب انا هحكيلكو قصتي
انا حياتي كانت سعيدة كنت دايما بشوف ماما وبابا متفاهمين بس مطولش الحال ده فليلة ممطرة وعاصفة تعشينا ورحت على قوضتي انام حاولت انام بس مقدرتش كنت خايفة اوي من الرعد اللي كان صوتو بيرعبني عشان كده رحت لماما بس ياريتني مرحتش عشان لما دخلت لقيت بابا نايم عالارضية و تحت راسو دم كثير اترعبت اوي وصرخت ماما كانت فالحمام بتغسل اديها من الدم فركضت لعندي وضمتني وكان لسا فاديها دم قالت لي متخافيش يا حبيبتي ده مجرد كتشب ولونه احمر متخفيش وباباكي بيهزر معاكي وعشان انا كنت صغيرة وعمري4 سنين صدقتها ورجعت لقوضتي ونمت وفالصبح ماما ودتني عالروضة ومجتشي لتاخذني حتى المسا لا رجعت على البيت ملقتشي بابا سالت ماما وقلت الها: بابا فين يا ماما ؟ جاوبتني وهي حيرانة هتقول ايه فقالت لي : يا حبيبتي البابا عند شغل ومش هيرجع اليوم , فقلت : وبكرا ؟ قالتلي : ولا حتى بكرا ، وقلت : طببعد بكرا ؟ فعصبت وقالت لي: لا لا لا لا هو مش هيرجع لا اليوم ولا بكره ولا بعد بكره ولا هيرجع ابدا ، انا خفت ورحت لقوضتي ببكي فتبعتني ماما و مسحت دموعي واخذتني فحضنها وصارت تحكيلي حكاية لحتى نعست حطتني ففراشي وباستني وطلعت وانا نمت والصبح قررت ماما اننا هنسافر انا فرحت اوي بس جاها اتصال وسمعتها بتقول اننا هسافر ولما خلصت المكالمة قالت اننا مش حنروح لاي مكان كنت دايما بستنى بابا يرجع منسيتوش ولا لحظة شوقي ليه خلاني اسال ماما من تاني عشان كنت متاكدة اني مش هخاف لانو عمري ساعتها كان 8 سنين فرحت لماما وقلت ليها : ماما امتى هيرجع بابا؟ فبصت فيا و متلات عيونها دموع وقالت لي : حبيبتي باباكي مش هيرجع من تاني ، قلت ليها و انا بمسح فدموعها : بس ليه يا مامي هو بابي حصلت لو حاجة وحشة ؟ قالت لي : لا يا ماما هو راح وتركنا خلاص عشان بيكرهنا ومش هيرجع لينا تاني خالص ....... تعبت عيوني دموع و ركضت طلعت لبرا كنت بتمشى لوحدي وانا ببكي وبفكر لما كان بابامعانا لما كنت نور عنيه مبفارقوشي لحظة كنت فاكرة انو بجد بقى يكرهني عشان كده وعدت نفسي اني هكرهو كمان وهفضل كرهاه طول عمري عشت مع ماما لوحدينا فبيتنا الكبير لغاية ما ماما قررت تبني حياتها من جديد انا كنت بدرس وكنت دايما الاولى فدروسي ساعتها كان عمري 16 سنة قلت معلشي ماما تتجوز عشان تعرف تكون مبسوطة ومخطرشي ببالي اني انا وماما هنتعس اكثر من الاول المهم ماما تجوزت و المشكلة مكنتشي فجوازها المشكلة كانت فجوزها هو كان قاسي معايا كان بيعنفني بيضربني وبيصرخ علي معرفشي هو كان بيعاملني كده ليه فيوم ماما تعبت اوي وكانت مش قادرة تقوم من فرشتها فقررت اني اتغيب عن المدرسة عشان اساعدها فالشغل فوقت الغدا رحت احضر الاكل مع انه دي كانت من احدى المستحيلات عندي عشان مكنتش بعرف اطبخ بس حاولت وعملت كل جهدي وعملت شوية اكل بس المشكلة انو كان الطعام مالح شوي لما جوز ماما جا من الشغل قعد عشان ياكل بس لما لاقى الاكل زايد ملح ضربني وحاول يعتدي علي بس انا مكنتش قادرة سيبو يدمر حياتي و يوسخ شرفي عشان كده الحل الوحيد كان اني اخذ السكينة اللي كنت حاطاها عالطاولة واضربو بيها فمات مكنتش عارفة اعمل ايه كنت مليانة كدمات و شوية خدوش على وجهي رحت لماما وانا ببكي ومرعوبة من اللي حصل حكيت ليها كل حاجة بالتفصيل فمدت ليا ايدها ومسحت دموعي وقالت لي يا بنتي انا عم بموت وعايزة خبرك سر وتابعت وهي بتقول بتتذكري لما كنت صغيرة و لقيتي بباكي مليان دم ؟ قلت الها: ايو وده مكنشي دم زي مقلت صح؟ بكيت كثير وقالت لي : لا يا بنتي ده كان دم و انا اللي قتلتو بباكي بعمرو متخلى عنك ولا كان هيتخلى عنك ابدا ..... انصدمت للكلام ده وقلت الها والدموع بتجري من عنيا * طب يا ماما ليه كده بقى ؟انت قتلتيه ليه ؟عمل لك ايه ؟ قالت لي وهي باخر لحظة فحياتها *يا بنتي دي كانت مجرد حادثة .... وماتت معرفتش ابكي على نفسي والورطة اللي وقعت فيها ولا ابكي على بابا اللي طول عمري كرهتو وهو مات ولا ابكي على ماما اللي ماتت معرفتش اعمل ايه مكنش قدامي غير اتصل بالبوليس اجت الشرطة اخذت جوز ماما واخذت ماما و كمان مسكوني وحبسوني مش بالسجن لاني مكنتش فالسن القانوني عشان عمري كان 16 سنة ونص حطوني بالاصلاحية قضيت خمس سنين من عمري هناك لما طلعت كانت الدنيا متغرية علي تماما حتى ناي معرفتش طريق بيتنا بس وصلتيلو دخلت ومن اول خطوة حسيت انو في حاجة بتخنقني و بديت عم بشوف كل اللي صار معايا فهداك اليوم الملعون حسيت انو الزمن رجع لورا بخمس سنين مستحملتش اني اتذكر كل ده مقدرتش ابقى واقفة بالبيت ده طلعت منو وانا بركض مش عارفة اروح على فين بس كنت بمشي وبمشي لغاية مالقيت نفسي فمدرستي قدام استاذتي الاخيرة قعدت معاها وحكيت ليها كل اللي حصل معايا بالتفصيل وعشان الاستاذة كانت طيوبة اوي اوي ساعدتني كثير اقترحت علي تشتري مني البيت وانا مكنشي قدامي غير اوافق و برضو دورتلي عشغل بالفلوس اللي جنيتها من بيع البيت شتريت بيت تاني واثثتو باحلى الاثاث وكان شغلي كويس اوي بس ليه الشغل وليه البيت والاثاث او حتى الفلوس ان كل اللي حبيتو اني الاقي حنان وحب و تمنيت يا ريت انو ذكريات الماضي مبقاش تلاحقني بقى زهقت ومليت
بس وجود ناس طيبين جمبي كان مثل مصدر طاقة ليا
هي الحياة مش مستاهلة تزعل على شانها لازم متسمحشي لاي حاجة توقف بطريقك
دي مكنتشي نهاية حياتي دي كانت نهاية قصة تعاستي وتعذيبي بس لدلوقتي الحياة مستمرة وانا ان شاء الله هلاقي اللي حلمت بيه طول حياتي